ما هو مضاعف القيمة الدفترية ؟
مضاعف القيمة الدفترية هو نسبة مالية تستخدم لتقييم مدى جاذبية سعر السهم مقارنةً بالقيمة الدفترية للشركة. يوضح هذا المضاعف ما إذا كان السهم مبالغًا في تقييمه أو مقيمًا بأقل من قيمته الحقيقية بناءً على القيمة الدفترية للأصول، ويستخدم عادةً لتحليل الأسهم في الشركات ذات الأصول الكبيرة، مثل شركات العقارات والبنوك.
كيفية حساب مضاعف القيمة الدفترية :
يُحسب مضاعف القيمة الدفترية باستخدام الصيغة التالية:
مضاعف القيمة الدفترية = سعر السهم في السوق\ القيمة الدفترية للسهم
أو بطريقة أخرى:
مضاعف القيمة الدفترية = القيمة السوقية للشركة\ إجمالي القيمة الدفترية للأصول
تفسير مضاعف القيمة الدفترية :
- أقل من 1: يعني أن السهم قد يكون مقيمًا بأقل من قيمته، مما قد يشير إلى فرصة استثمارية جيدة، خاصة إذا كانت أصول الشركة قوية وأرباحها مستقرة.
- يساوي 3: يعني أن السهم يتم تداوله بقيمته الدفترية.
- أعلى من 3: قد يعني أن السهم مبالغ في تقييمه، مما قد يشير إلى ارتفاع التوقعات من السوق أو أن المستثمرين يدفعون سعرًا أعلى للحصول على السهم.
استخدام مضاعف القيمة الدفترية :
يُعد مضاعف القيمة الدفترية مؤشرًا مهمًا للمستثمرين، خاصةً في القطاعات التي تعتمد على الأصول، لأنه يعطي فكرة عن كيفية تقييم السوق لأصول الشركة وما إذا كانت مبالغًا في تقييمها أو مقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية.
ماهي مزايا مضاعف القيمة الدفترية ؟
مضاعف القيمة الدفترية له عدة مزايا تجعله أحد الأدوات الأساسية في تقييم الأسهم، خاصةً في الشركات التي تعتمد على الأصول. فيما يلي بعض هذه المزايا:
1. سهولة الاستخدام والبساطة :
يُعتبر حساب مضاعف القيمة الدفترية بسيطًا نسبيًا، حيث يتطلب معرفة سعر السهم في السوق والقيمة الدفترية للسهم. هذا يجعله مؤشرًا سهلًا للمستثمرين، سواء كانوا مبتدئين أو محترفين.
2. تقييم الشركات ذات الأصول الكبيرة :
يُعد هذا المضاعف مفيدًا بشكل خاص في تقييم الشركات ذات الأصول الكبيرة، مثل شركات العقارات، والشركات الصناعية، والبنوك، حيث تكون القيمة الدفترية للأصول مهمة وتشكل جزءًا كبيرًا من قيمة الشركة.
3. تحديد الأسهم المقيمة بأقل من قيمتها :
عندما يكون مضاعف القيمة الدفترية أقل من 1، فقد يشير ذلك إلى أن السهم مقيم بأقل من قيمته الحقيقية، مما قد يوفر فرصًا استثمارية جيدة للمستثمرين الذين يبحثون عن الأسهم المتدنية القيمة والتي قد تنمو في المستقبل.
4. مؤشر على السلامة المالية :
يمكن لمضاعف القيمة الدفترية أن يساعد في تقدير مدى متانة الأصول المالية للشركة، فإذا كانت الشركة ذات قيمة دفترية قوية وقليلة الديون، فهذا يمكن أن يشير إلى استقرارها المالي وقدرتها على تحمل الأزمات.
5. أقل تأثرًا بالتقلبات قصيرة الأجل :
مقارنةً ببعض النسب الأخرى مثل نسبة السعر إلى الأرباح (P/E)، يُعتبر مضاعف القيمة الدفترية أقل عرضة للتأثر بالتقلبات قصيرة الأجل في الأرباح، مما يجعله مناسبًا للاستثمارات طويلة الأجل.
6. قياس العائد على حقوق الملكية :
يستخدم مضاعف القيمة الدفترية إلى جانب مؤشرات أخرى لتحديد ما إذا كانت الشركة تحقق عائدًا معقولًا على حقوق الملكية، وهذا يساعد في تقييم مدى كفاءة الإدارة في استخدام الأصول لتحقيق الأرباح.
7. ملائم للشركات الخاسرة :
في حالة الشركات التي تحقق خسائر ولا تملك أرباحًا لتقييمها من خلال نسبة السعر إلى الأرباح، يمكن لمضاعف القيمة الدفترية أن يكون بديلاً جيدًا لتقييم مدى جاذبية الاستثمار فيها.
القيود التي يجب على المستثمرين أخذها بعين الاعتبار في مضاعف القيمة الدفترية :
1. غير مناسب للشركات التي تعتمد على الأصول غير الملموسة :
- الشركات التي تعتمد على الأصول غير الملموسة مثل التكنولوجيا والبرمجيات قد تكون قيمتها الدفترية منخفضة، في حين أن قيمتها السوقية مرتفعة. الأصول غير الملموسة، كحقوق الملكية الفكرية والسمعة التجارية، لا تظهر في القوائم المالية بنفس الوضوح، مما يجعل هذا المضاعف غير دقيق في تقييمها.
2. تأثره بالتغيرات في السياسة المحاسبية :
- القيمة الدفترية للأصول تتأثر بالسياسات المحاسبية المختلفة، مثل طريقة احتساب الاستهلاك وقوانين المحاسبة. إذا كانت الشركة تستخدم سياسات استهلاك مفرطة، فقد تظهر قيمتها الدفترية أقل مما هي عليه فعلياً، مما يؤثر سلبًا على دقة مضاعف القيمة الدفترية.
3. غير ملائم للشركات الخدمية :
- الشركات الخدمية، التي تعتمد على الأصول البشرية والكفاءات المهنية وليس الأصول المادية، قد لا يكون لها قيمة دفترية كبيرة، وبالتالي فإن مضاعف القيمة الدفترية قد لا يعكس قيمتها الحقيقية في السوق.
4. عدم النظر إلى الربحية :
- هذا المؤشر يركز فقط على الأصول، ولا يعكس قدرة الشركة على تحقيق الأرباح. قد تكون الشركة ذات قيمة دفترية عالية ولكن تعاني من ضعف الربحية، وبالتالي فإن استخدام مضاعف القيمة الدفترية بمفرده لا يعطي صورة كاملة عن الأداء المالي للشركة.
5. عدم دقة القيمة الدفترية مع مرور الوقت :
- قد تتغير قيمة الأصول مع مرور الزمن، فبعض الأصول مثل الأراضي والعقارات تزداد قيمتها، بينما تظهر في الدفاتر بالقيمة التاريخية. هذا يؤدي إلى اختلاف بين القيمة الدفترية والقيمة الفعلية، مما يقلل من دقة المضاعف.
6. عدم ملاءمته في الأسواق ذات التقلبات العالية :
- في الأسواق المتقلبة أو أثناء الأزمات، قد يصبح مضاعف القيمة الدفترية غير دقيق. فقد تنخفض القيمة السوقية للشركات بشكل كبير مقارنة بالقيمة الدفترية، مما يعطي انطباعاً خاطئاً بأنها رخيصة، رغم أن انخفاض الأسعار قد يكون نتيجة تدهور كبير في الأداء المالي للشركة.
7. عدم توضيحه للديون :
- لا يأخذ هذا المضاعف في الاعتبار الديون المستحقة على الشركة، التي قد تؤثر بشكل كبير على قيمتها المالية واستقرارها. وبالتالي، قد تبدو الشركة بقيمة دفترية قوية رغم تحملها لالتزامات مالية ضخمة، ما يزيد من مستوى المخاطرة.
مضاعف القيمة الدفترية مفيد لتحليل الشركات، ولكنه يصبح محدوداً إذا لم يؤخذ في الحسبان مع مقاييس أخرى مثل الربحية ونسب الديون. لذا من الأفضل استخدامه بجانب مؤشرات مالية أخرى للحصول على تقييم أشمل للشركة.